اللفافة الأخمصية هي نسيج ليفي سميك يمتد من الكعب حتى أصابع القدم، وظيفته دعم قوس القدم وامتصاص الصدمات عند المشي أو الجري. التهاب هذا النسيج هو من أكثر أسباب آلام الكعب شيوعًا، ويحدث غالبًا عند الأشخاص الذين يقضون وقتًا طويلًا واقفين أو يستخدمون أحذية غير مناسبة.
أسباب التهاب اللفافة الأخمصية
رغم أن الاسم الشائع هو “التهاب اللفافة الأخمصية”، إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الحالة غالبًا ما تكون ناتجة عن تنكس تدريجي في ألياف اللفافة الأخمصية نتيجة التحميل الزائد، وليس بالضرورة التهابًا حادًا. لذلك، يُطلق عليها أحيانًا اسم “متلازمة اللفافة الأخمصية” أو Plantar Fasciopathy.
ويُعزى هذا التلف أو التهيج إلى عدة عوامل، أبرزها:
التحميل الزائد والإجهاد المتكرر
يُعد السبب الرئيسي؛ حيث يؤدي الضغط المستمر على نسيج اللفافة إلى تمزقات دقيقة وتلف ميكروسكوبي، خاصة عند نقطة اتصالها بعظمة الكعب.
الأحذية غير المناسبة
الأحذية المسطحة أو التي تفتقر إلى دعم كافٍ لقوس القدم تزيد من التوتر الواقع على اللفافة.
الوزن الزائد
زيادة الوزن ترفع الضغط على القدم، ما يفاقم من التحميل على الأنسجة ويزيد خطر الإصابة.
الوقوف أو المشي لفترات طويلة
خصوصًا على أرضيات صلبة، مما يسبب إجهادًا متكررًا لنسيج اللفافة.
الزيادة المفاجئة في النشاط البدني
مثل بدء برنامج رياضي جديد أو الجري لمسافات طويلة دون تدرج.
تيبس عضلات الساق أو ضعف مرونة الكاحل
هذا يزيد من الشد على اللفافة الأخمصية أثناء المشي أو الوقوف.
أعراض التهاب اللفافة الأخمصية
ألم حاد في أسفل الكعب عند الاستيقاظ صباحًا.
يخف الألم قليلًا مع الحركة لكنه يعود بعد فترات الراحة.
ألم عند الوقوف لفترة طويلة أو بعد نشاط بدني.
قد يمتد الألم إلى منتصف القدم.
طرق تشخيص التهاب اللفافة الأخمصية
الفحص السريري: يقوم الطبيب بالضغط على مناطق معينة من القدم لاختبار شدة الألم.
الأشعة السينية: تستبعد وجود مشاكل مثل النتوء العظمي.
الرنين المغناطيسي (MRI): يُستخدم في الحالات الشديدة لتقييم التلف في الأنسجة.
الجبائر الليلية: تُبقي القدم في وضعية التمدد أثناء النوم.
الموجات التصادمية: تقنية حديثة تستخدم موجات صوتية لتحفيز الشفاء داخل الأنسجة.
العلاج بالأدوية
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): مثل الإيبوبروفين لتقليل الألم والالتهاب.
حقن الكورتيزون: تُستخدم في الحالات الحادة، لكنها تُعطى بحذر لأنها قد تُضعف الأنسجة مع التكرار.
العلاج الجراحي: متى يكون ضروريًا؟
اللجوء للجراحة يعتبر الخيار الأخير، ويُستخدم فقط إذا فشلت العلاجات الأخرى بعد 6-12 شهرًا من المحاولة.
الجراحة تهدف إلى تحرير جزء من اللفافة لتخفيف التوتر، وتُجرى تحت التخدير الموضعي أو الكامل.
نصائح للوقاية من التهاب اللفافة الأخمصية
استخدم أحذية مناسبة بمخدات طبية.
تجنب الوقوف الطويل على أرضيات صلبة.
خفف وزنك إذا كنت تعاني من زيادة.
مارس تمارين الإطالة بانتظام خاصة بعد الاستيقاظ.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا استمر الألم أكثر من أسبوعين رغم الراحة والعلاج المنزلي.
إذا أصبح الألم شديدًا لدرجة يعيق الحركة.
عند وجود تورم ملحوظ أو تغير في شكل القدم.
الأسئلة الشائعة (FAQs)
هل يمكن علاج التهاب اللفافة بدون جراحة؟ نعم، أكثر من 90% من الحالات تتحسن بالعلاج غير الجراحي.
هل الأحذية الطبية مفيدة فعلًا؟ جداً، فهي توفر الدعم الكافي للقدم وتقلل الضغط عن اللفافة.
كم من الوقت يستمر الالتهاب؟ يختلف من شخص لآخر، لكن معظم الحالات تتحسن خلال 6-12 أسبوعًا.
هل الوزن الزائد يفاقم الحالة؟ بالتأكيد، لأنه يزيد الضغط على القدم باستمرار.
هل يمكنني ممارسة الرياضة أثناء العلاج؟ يفضل تجنب الأنشطة التي تضغط على القدم، والتركيز على تمارين التمدد فقط.
هل يعود الالتهاب بعد العلاج؟ إذا لم يتم تغيير نمط الحياة واستخدام الأحذية المناسبة، فقد يعود.
الخاتمة
التهاب اللفافة الأخمصية هو حالة شائعة ومزعجة، لكنها قابلة للعلاج في معظم الحالات دون تدخل جراحي. من خلال الراحة، التمارين المناسبة، واستخدام أحذية داعمة، يمكن تخفيف الأعراض واستعادة القدرة على الحركة. تجاهل الألم قد يؤدي إلى تفاقم الحالة، لذا من المهم التدخل المبكر واستشارة الطبيب عند الحاجة.